إنطوانيت الميتة، إنطوانيت الحيّة
إنطوانيت الميتة إنطوانيت الحيّة إنطوانيت، اسم قديم، وليس بعربيّ، لمَ هذا الاسم؟ لمَ يا والدي؟ -سألتُ متذمرةً. كان اسم صديقتي المقرّبة -ردّت أمي وهي تقلّب العجين المُحمّر على الصاج. وأين هي الآن، ماما؟ -سألت مرةً أخرى. سافرت إلى بلجيكا -ردّت أمي وهي تحمل العجين الذي بات خبزاً الآن. من ذا المجنون الذي يترك القدس إلى بلجيكا؟ -تسائلتُ بتعجب. خطفت أمي أنفاساً كثيرةً ومتتاليةً تنمّ عن غضبها المستعرّ وقالت بهدوء: دعكِ من الأسئلة السخيفة الآن، مددي العجين بشكلٍ بيضاويّ، ساعديني ولو لمرة! تأففت بصوتٍ منخفضٍ كي لا تبدأ بالصراخ كالعادة وتقول: غادري المطبخ، ذاتاً لا أريد منكِ شيئاً، الله لا يحوجني لحدا. وبدأت أمدد العجين بالشوبك، وعندما مددته كثيراً ورأيت أنني قد مزّقت القليل منه، ارتعبت، فسرقت عجيناً من العلبة وعوضت مكان الفراغ، حتى لا تلحظ أمي شيئاً، ولم تلحظ بالفعل، وعندما قاربنا على الانتهاء سألتني: اليوم حنة سليمة، جاية؟ رددت: طبعاً، فأنا إنطوانيت ...