المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٣

إنطوانيت الميتة، إنطوانيت الحيّة

                                 إنطوانيت الميتة إنطوانيت الحيّة  إنطوانيت، اسم قديم، وليس بعربيّ، لمَ هذا الاسم؟ لمَ يا والدي؟ -سألتُ متذمرةً. كان اسم صديقتي المقرّبة -ردّت أمي وهي تقلّب العجين المُحمّر على الصاج. وأين هي الآن، ماما؟ -سألت مرةً أخرى. سافرت إلى بلجيكا -ردّت أمي وهي تحمل العجين الذي بات خبزاً الآن. من ذا المجنون الذي يترك القدس إلى بلجيكا؟ -تسائلتُ بتعجب. خطفت أمي أنفاساً كثيرةً ومتتاليةً تنمّ عن غضبها المستعرّ وقالت بهدوء: دعكِ من الأسئلة السخيفة الآن، مددي العجين بشكلٍ بيضاويّ، ساعديني ولو لمرة! تأففت بصوتٍ منخفضٍ كي لا تبدأ بالصراخ كالعادة وتقول: غادري المطبخ، ذاتاً لا أريد منكِ شيئاً، الله لا يحوجني لحدا. وبدأت أمدد العجين بالشوبك، وعندما مددته كثيراً ورأيت أنني قد مزّقت القليل منه، ارتعبت، فسرقت عجيناً من العلبة وعوضت مكان الفراغ، حتى لا تلحظ أمي شيئاً، ولم تلحظ بالفعل، وعندما قاربنا على الانتهاء سألتني: اليوم حنة سليمة، جاية؟ رددت: طبعاً، فأنا إنطوانيت القمحية، أكسب العائلة المتعة في حفلاتهم وأفراحهم، وإن سيطرت أتراحهم ألطف أجواءهم، وإن أشت

حلاوة السكر.

  حلاوة السكر أُخلِّد كل كسلِ الكونِ في نفسي هذه الفترة، أخيل الشمس قمراً حاراً لامع اللون يشعُّ بالفضةِ البرّاقة وأطلب منها كل ليلةٍ، تلك الشمس القمراء، أن تمنحني ما أريد. ملاك، ملاك، ناوليني غلايّة القهوة أعلى الدرج، قومي  جعلتُ أرفرف كالحمامةِ من غرفتي حيث يقبع اللابتوب الذي أكتب عليه إلى المطبخ مباشرةً، وناولت ديمة -رفيقتي بالسكن- الغلّاية التي تريد، وعندما باشرت الخروج طلبت مني علبة السكر الموجودة أسفل الدرج المذكور ولما أمسكتها اهتزّ سؤالٌ أمام ناظريّ: ديمة، قهوة بالسكر؟ حرام والله! ضحكت ديمة وسألتني: حزرك كم سعر علبة الحلاوة في السوق؟ رددت: 2 شيكل وحجمها صغير -اها، بعملها الآن بالبيت أرخص وأوفر وأكثر. ولمّا عدتُ إلى الغرفة، ونسيت حتى الذي كنت أودُّ إكمال كتابته، تأملت الشباك الذي يطل على حائطٍ إسمنتيٍ وبدأت أفكر كيف لحلاوةِ السكر أن تمنحني ما أريد، وكيف لشمس تلبس هيئة القمر أن تحقق الذي أبغي، وكتبت: أنا إمرأة كسول، ولا أود أن أقف أمام الغاز لأعمل حلاوة أستطيع شراءها وقد يؤدي عملها في البيت أن يعرضني للحروق، وعندما أحرك الملعقة في الغلاية أو أشدُّ بالحلاوة يميناً ويساراً فوق النا