المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٣

نابلس وعبود وأنا.

  نابلس وعبود وأنا رداء الصلاة يحملُ مذاقاً آخراً حينما يلبسُ للرجاء، أحسُ بوهنِ حوضي امتداداً إلى ركبتيّ، لم تكن هذه المرة الأولى التي تبتلعُ بها معدَتي مشاعرَ الاغترابِ حتى لم أعد أستطعم شيئاً مبهجاً هنا، كنت قد غادرت غزة َإلى الضفة متذرعةً بحجةِ الدراسة، لم يكن والدي يعلم بالطبع أنني قد أتيت هنا من أجل رجلٍ يرفض مغادرة نابلس من أجلي فرحتُ أنا رحلت عن غزةّ لأجله، العبرة هنا ليست بمن تنازل وبمن لم يفعل، حقيقة إنني أرى أن مغادرة غزةَ إلى جهنم هو مكسبٌ بحدَّ ذاته، فكيف حينما تُغادر من أجل الحب ومساعيه؟ لم يمضِ سنةٌ على زواجي بعبود، كنت أعلم ظروفَه جيداً وأدرك أنه لا يشعرُ بالذنبِ حينما يترك إمرأتَه وحيدةً في البيت ليلاً من أجل إمرأة أجمل، لم أمقتْه يوماً على ذلك رغم أن أوجُ المشاعر عندي يبلغُ الفيضانَ حينما يأتي الليل، أنني أريده وأشتهيهِ ليلاً كل يوم ويأتيني هو -سامحه الله وعماهُ بحبي- نهاراً، حينما تكون المسؤوليات قد غطت على جانبي الأنثوي واتخذ الثوم مكاناً على ملابسي للأسف.  أشعر بالأنانية الآن! كيف للحوار كله أن يدور بيني وبين ذاتي حول الشهوة والرغبة، وأنسى أن عبود، حبيبي عبود، يترد

هيفيستوس وأفروديت.

 هيفيستوس وأفروديت أسميته دون أن يعلم بهيفيستوس وهو اسم لآلهة يوناني يحكم النار ويحرقُ بها، تزوج هيفيستوس إمرأةً تدعى أفروديت وهي آلهة الحب، نقلاً عما قيل، أنه تزوجها رغماً عن أنفها.  وفي هذا السياق، لطالما  تساءلت، لمَ لم تحبه أفروديت؟ أيعقل أن تجهلَ آلهةُ الحب نفسه أن العشق الممزوج بالنار أعني الحب المشتعل هو أبهى أولادُ الحب وتابعيه؟ كيف تُعمى أفروديت عند وضوحٍ مثل هذا؟ كيف تبردُ في لقيا حممٍ حميمية كأولئك؟ كيف؟ الكثير من خيوط الاستفسار ولا أحد منهم جدير بحياكة كرة صوف، عودةٌ إليّ، كنت بالفعل قد أخذتُ بقياس أفروديت على ذاتي، وبدأت في لومها كما أجلد ذاتي وأعترفُ أنني غاليتُ في مقارنة نفسي بها حتى توصلت إلى قرار قائلةً بحرارة: أنا أفروديت التي ستحب هيفيستوس، ولذلك سميت حبيبي بهيفيستوس.  كان حبيبي هيفيستوس، طبقاً للأسطورة، يحبني حباً جماً ولا حتى جزيئات الثواني تستطيع الهرب من فمه والسكون إلا أذا عض هو غمازة دقني وقبلها تاركاً في القلب أثراً لا يمحى، ولمّا أنا صدقت تلك الخرافة، تزودت بسلاح الثقة أنه سيحبني، وقلت: أخيراً ستكسر أسطورة أفروديت التي تكره هيفيستوس. ولكن الكون، ذاك الطفل الم

الفاصولياء.

  الفاصولياء أنعصرُ المناشف لنغسل أيدينا؟ تجيب أمي نعمْ، الوضوء بالماء قبل الصلاةِ واجب وإن كان الماء شحيحاً. كيف أجرؤ على إخبار أمي أن المناشف قد جفت بين يديّ ولا وضوء بعد الآن؟ فالدماء التي سُكبت من فمي كانت بالسخونة الكافية التي تجفف وجه أمي والمنشفة وتكسر وجوب الصلاة، فلا فائدة للصلاة لي بعد الآن سوى الصلاةِ علي، تُرى هل يحاسب الله الشهداء إن قاموا بالصلواتِ كلها قبل انتزاع أرواحهم قسراً نحو السماء؟ أوْمن أن الشهداءَ وحدهم من يعيدون تدوير ذاكرتهم مرةً أخرى بعد الموت، وأنا بدوري الآن أفعل المثيل. ~ لا صباح ولا خير! الساعة الثالثة عصراً، هل يحملُ هذا الكوكب امرأة كسول بقدرك؟  ماما، أتعلمين متى يموت الانسان؟ لا، لذا أتركيني أنام لأن النوم في القبر لا حلمٌ يراوده. تسيل الدماء من أصابعي المقضومة ندماً كلما تراودني هذه الذكرى، أكنتُ أعلم أن عقارب الساعة لن تتعب نفسها بالتحركِ قليلاً حتى أسمع صوت قصفٍ مباغتٍ وجديد، يعلم هو أين وقع، ولكنه لا يعلم على ابن من، وعلى بيت من، وعلى دمية من ولا أنا حتى أعلم هذه التفاصيل، ولكن الصاروخ لا تهمه هذه التفاصيل بقدر ما أنا أفعل وعلى الرغم من ذلك فقد فاق

المدينة الفاضلة (نص غير مكتمل)

  المدينة الفاضلة، (نص غير مكتمل) يصل كلٌ من الرجلِ والمرأة في بيتِ هذه المدينة الفاضلة إلى عمر الثلاثين وهو لا يعرف عن الجنس إلا بثلاث، تختص بنات البنوتِ منذ المراهقة بالاستعانة بأحاديثٍ سرية مع النساء المتزوجات مليئة بوضع الكفوف على الفم والقبض على الجفون خجلاً وحياءً ورغبةً ثم، تدريجياً، يملأ الجموح والشبق والإسدالات الخفيفة أجسادهنَّ وقلوبهنَّ، وللأسف، تعيش الفتاة ممشوقة الجسد جانب هذه الرغبات الدفينة منذ حمالةِ الصدر المفكوكة الأولى وحتى موتها، فهي حسب كلام رجلٍ يقال أنه طبيبٌ من القرن السادس عشر الميلاديّ مجرد وعاء لرغبات الجميع إلا رغباتها، وهي لا تطيق الجنس ولا تريده لأنها الرغبة هنا تدور حول الرجل.  أما الرجال، فلهم ما لهم وعليهم ما عليهم، لا أحد يتجرأ بلومهم ولا منعهم أيضاً. فهم -وبمنطقيةٍ كاملة- يملكون كل الحق للتهور والحدةِ في تجاربهم الجنسية، إبتداءً من أفلام المراهقين وامتداداً إلى النوم في فراش صديقةٍ انتهاءً إلى امتلاك الماديات المطلوبة لأجل الحصول على الجنس الشرعيّ والمعروف بالزواج ، إستناداً إلى قاعدة أن الرجل أكثر شهوةً من المرأة أيضاً تحت ظل إدعاءات ذاك الرجل. ها، م

البنفسج على ظهر بشار.. الأحمر على ظهر بشار

  البنفسج على ظهر بشار  الأحمر على ظهر بشار  نرجس..  تيتا شو مفرد النرجس؟ إذا كلن هوْلي وردات نرجس، هاي لحالها شو اسمها؟ وردة النرجوسة؟ نرجسة؟ شو اسمها لكان؟ ما بعرف يا تيتا والله ما بعرف، كم مرة صرت قايليتلك لا تحطي بتمك هيك إشيا؟  ياه، ضربة على الرأس قذفتْ إليّ من الماضي.. على البلْكونة المجاورة لنافذتي، زَينت جارتي إطلالات صباحاتها بزهر النرجس وهذا النوع من الورد بالذات يملك النصيب الأكبر من طفولتي، طفولتي التي قضيتها متنقلةً بين أحضان الشام، ولا أعني بالشام دمشق إنما أعني الشام كونها الشام، من قرن فلسطين حتى روافد بانياس، كم أشتهي الآن أن أعصر قطرات النرجس على فمي كما اعتدت، كم أشتهي أن أنتشيَ من حلاوة طعمه! لم أعلم أبداً سر تلك العصارة الحلوة التي تقطر منه، كل الذي أراه الآن من ذاك الزمان هو اللون البنفسجي، وللآن لا أعلم ما سر الحلاوة ولا مفرد النرجس.. لأنني.. أنقذيني أنقذيني، ما معنى فكّة بالإنجليزي؟ قالت أختي هيفاء.  يا حبيبتي قولي له كرنسي، كرنسي بكسر الراء..  يا له من يوم شاقّ، لقد تنقلت منذ مجيئي إلى تركيا خمسة عشر مرة عددتها مرة مرة، وكرهتها مرة مرة، وبكيت على بيتي السابق في